الخميس، 25 ديسمبر 2008

أصيلة و العشق الأصيل

مدينة أصيلة :
مدينة أصيلة او (( ارزيلة )) مدينة مغربية تقع على شاطئ المحيط الأطلسي فقد شهدت هذه المدينة على مدى ثلثة عقود من الزمن تحولات هامة على مستوى البنيات التحتية و المرافق العمومية و أشكال العمران .
و استطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي و سياحي هام يحج إليها آلاف السياح و المثقفون كل سنة .
تاريخ المدينة :
يعود تاريخ نشأة مدينة اصيلة إلى أكثر من ألفي سنة ، فقد حط بها الفنيقيون و القرطاجنيون قبل أن تتحول إلى قلعة رومانية تحمل اسم (( زيليس )) على بعد أربعين كيلومتر جنوب (( طنجيس )) في القرن العاشر الميلادي قدم إليها النورمانديون من (( صقيلية )) و استقروا بها و احتلها البرتغاليون سنة 1471 م ليشرفوا بها على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي ، و بعد معركة الملوك الثلاثة التي وقعت سنة 1518 م و التي سقط فيها ملك البرتغال (( سان سيباستيان )) صريعا في معركة (( وادي المخازن )) استطاعت المدينة أن تتخلص من الإحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي سنة 1589 م لكنها سرعان ما سقطت في يد الإسبانيين الذين استمر احتلالهم لها إلى غاية 1691 م و هي السنة التي أعادها السلطان مولاي إسماعيل إلى نفوذ الدولة العلوية .
و في بداية القرن العشرين ، اصبحت اصيلة معقلا للقائد الريسوني الذي بسط انطلاقا منها نفوذه على الكثير من الأراضي الشمالية ، قبل أن يطرده منها الإسبانيون سنة 1924 م و يحكموا قبضتهم عليها حتى مرحلة الإستقلال .
المدينة العثيقة :
تعتبر المدينة العثيقة لمدينة أصيلة فضاء ساحرا بدروبها الضيقة و أزقتها الأنيقة و بمنازلها المتشحة بالبياض في ترص جميل .
و أبوابها و نوافذها المتلفعة بزرقة مشعة و اخضرار براق ، و بجدرانها المزينة برسوم فنانين تشكيليين من مختلف المدارس و الأجيال و بالأسوار المحيطة بها التي يعود تاريخها إلى عهد البرتغاليين ، و يمكن الدخول إلى أحياء المدينة العثيقة عن ثلاثة أبواب هي : (( باب القصبة ـ و باب البحر ـ و باب الحومر )) و توجد بداخلها فيسارية لمنتجات الصناعة التقليدية و ساحة (( القمرة )) التي تقام بها سهرات الهواء الطلق خلال الموسم الثقافي للمدينة و ساحة أخرى تشرف على البحر يسميها الأهالي ساحة (( الطيفان )) تؤدي إلى برج (( الفريفية )) الشهير الذي يطل على المحيط الأطلسي . و الذي يمكن من خلاله الإستمتاع بغروب الشمس و مشاهدة ميناء المدينة و إلقاء نظرة على ضريح سيدي أحمد المنصور أحد المجاهدين الذين تصدوا إلى الإحتلال البرتغالي ، و تتميز أحياء المدينة العثقة بنظافتها الفائقة بالتنافس الكبير بين سكانها في تزيين واجهات بيوتهم بالأغراس و النباتات و هو الأمر الذي يمكن أن يتيح لأحدهم فرصة الفوز بجائزة البيئة التي يتم الإعلان عن نتائجها خلال الموسم الثقافي للمدينة .
معالم المدينة :
يعتبر قصر الريسوني من أهم معالم المدينة القديمة يعود تاريخ بنائه إلى بداية القرن العشرين ، و أصبح يحمل (( قصر الثقافة .
مهرجان المدينة :
و لابد لكل من زار هذا القصر أن يقف مشدوها بجمال بنائه و بهاء عمرانه و رونق نقوشه المنبثقة من الفن العربي الإسلامي الأصيل ، و قد تم ترميمه في منتصف التسعينيات ليصبح فضاء يحتضن بعضا من أنشطة موسم أصيلة الثقافي إذ تقام به ورشات فنون الرسم و النحث و الحفر و بعض السهرات الفنية ، و على بعد أمتار قليلة من باب القصبة يوجد مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية الذي كان في الأصل مخزنا للحبوب قبل أن يعاد بناؤه وفق هندسة جميلة ، و يتحول إلى مقر رسمي لمؤسسة منتدى أصيلة و فضاء لاحتضان المفكرين و الأدباء و المثقفين و المبدعين من مختلف مناطق العالم خلال أشعال جامعة (( المعتمد بن عباد )) الصيفية في إطار فعاليات الموسم الثقافي للمدينة .
و بجوار باب البحر غير بعيد عن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية يوجد برج القمرة التاريخي الذي قضى به (( ون سيباستيان )) ملك البرتغال ليلته الأخيرة قبل قيادة جيوشه إلى معركة (( وادي المخازن )) و قد أعيد ترميمه في بداية التسعنيات من القرن الماضي بمشاركة وزارة الثقافة المغربية و دولة البرتغال بمبادرة من جمعية المحيط بعدما كان آيلا إلى الزوال .
و هو الأن يحتضن معرض خاصة بالفنون التشكيلية و الصور الفوتوغرافية و في مدخل المدينة العثيقة من جهة باب القصبة توجد حديقة (( تشيكابا او تاتامسي )) التي شيدت تكريما لهذا الشاعر الكونغولي الراحل الذي كان أحد أصدقاء مدينة أصيلة الأوفياء ، أما خارج أسوار المدينة العثيقة فتوجد معلمة مهمة في الطريق الرئيسس الرابط بين أصيلة و العرائش تسمى (( كدية السلطان )) هي عبارة عن فضاء على شكل مسرح دائري صغير في الهواء الطلق يعلوه نصب إسمنتي على شكل موجة من تصميم الفنان التشكيلي (( محمد المليحي )) شيد فوق ربوة كان قد توقف بها المغفور له محمد الخامس أثناء مروره من مدينة أصيلة متوجها إلى مدينة طنجة لإلقاء خطاب 9 أبريل سنة 1947 الشهير .
غير أن أهم معلمة حديثة خارج الأسوار هي مكتبة الأمير بندر بن سلطان التي تم افتتاحها رسميا ضمن فعاليات ملتقى أصيلة الأول لسينما جنوب ـ جنوب في صيف 2004 و هي بناية رائعة مزودة بأحدث الأجهزةالسمعية البصرية و تتوفر على قاعة سينمائية و أخرى للمطالعة و ثالثة للندوات .
و بجوار هذه المعلمة توجد حديقة أطلف عليها اسم (( حديقة محمد عزيز لحبابي )) تكريما لهذا المفكر المغربي الراحل و ثم تدشينها في الصيف الماضي خلال فعاليات الموسم الثقافي و مازالت مدينة أصيلة إلى حد الأن تعيد تهيئة فضلءاتها لتساير طموحاتها في أن تصبح عاصمة الثقافة العربية بامتياز حيث الأشغال الآن جارية لتهيئ ساحة محمد الخامس بتصميم جديد .
أهم الشخصيات :
انجبت مدينة أصيلة عدة شخصيات في مجال السياسة و الفن و الصحافة على رأسهم وزير الخارجية السابق محمد بنعيسى و الفنان محمد المليحي و الإعلامي أحمد البوعناني و الصحافي محمد واموسى و المهندس رشيد كورمة و غيرهم من الأسماء .

ليست هناك تعليقات: